meaningless lines

Wednesday, March 29, 2006

نقطتين مطر



كان مرة فيه نقطتين مياه فى البحر كانوا مع بعض على طول الموجة تجيبهم و توديهم و هم مع بعض ينزلوا قاع البحر يطلعوا على الرملة شوية لحد ما يوم الشمس جت و اتبخروا و بقوا نقطتين مطر فى سحابة كبيرة. كاننوا خايفين لكن احتمو فى بعض و حلموا انهم هيكونوا قطرتين ندى على خد وردة جميلة او جنب زرعة عليلة لكن فى يوم الريح كانت شديدة و الرعد و لبرق اشتدوا عليهم و الدنيا مطرت و كل نقطة بعيد عن التانية و نزلوا على ارض اسفلت و بقوا مجرد نقطتين مطر توتة توتة فرغت الحدوتة.
يا ترى احنا نقطتين مطر يا محمد؟ سالته و هى تتطلع الى رده بلهفة فاخذ نفسا عميقا من سيجارته قبل ان يلقيها فى البحر الممتد امامه و زفر دخانها مع رد اجوف : جايز. و كان كلما ياتى الشتاء و المطر تركن راسها على كتفه و تطلب ان يحكى لها قصة نقطتين المطر و عندما ينتهى كانت تتنهد تنهيدة عميقة احيانا و احيانا تنفجر فى البكاء او تنساب دموعها فى صمت. و لكن فى اغلب الاحيان تقفز من جواره فى حماس و تطبع قبلة على جبينه قائلة بس احنا مش هنفترق ابدا يا محمد.
و تمضى الايام و يحاول محمد ان يبدل الحكاية باخريات فتنصت بلا اهتمام ولكن عندما ياتى المطر لا ترضى بديلا لقصة قطرتين المطر. و ظلوا هكذا ايام و شهور و سنين ياتى الشتاء و ياتى المطر و هى تطلب القصة و تبكى تارة او تتنهد اخرى و فى معظم الاحيان تضحك و توكد انهم لن يفترقا. حتى جاء الشتاء و جاء المطر و جلس محمد على الصخر وحيدا امام البحر و صوتها الضاحك مرددا بس احنا مش هنفترق ابدا يا محمد !! يتردد صداه يكاد يصم اذناه يثير جنونه و يبكى و يبكى حتى لا يعرف دموعه من قطرات المطر و يعلو صوته و هو يججف دموعه كان فيه مرة نقطيتن مطر........

2 Comments:

Post a Comment

<< Home